الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
3 لا 1- مسألة:قوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ} ما وجهه ومعناه، مع أن ظاهره كما يقال نحصيل الحاصل؟.جوابه:ليقع الحق عنده من نصر المسلمين وغلبهم، أو ليحق عندكم الحق عنده من النصر والغنيمة.174- مسألة:قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} ثم قال: {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ} فأثبت عذابهم ثانيا بعد نفيه أولا، فما معناه؟.جوابه:المنفى عذاب الدنيا الذي كانوا يستعجلونه، والمثبت عذاب الآخرة. أو المنع تعذيبهم بشرط كونك فيهم، والمثبت عدم ذلك. أو المنع عذاب الكل ليعلمه أن بعضهم سيسلمون، والمثبت عذاب بعضهم كيوم بدر.175- مسألة:قول الشيطان يوم بدر: {إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ}.كيف لم يقل ذلك حين أبى من السجود؟.جوابه:أنه قد علم ما أعد له من عذاب القيامة، فلما رأى الملائكة يوم بدر ونزولها إلى الأرض توهم أنه الوقت المعلوم وأنه قد حان أجل عذابه.176- مسألة:قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ}.وقال في براءة: {الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ}.قدم المال هنا وأخره في براءة.جوابه:أن آية الأنفال تقدمها ذكر الغنائم واختيارهم أخذ الفداء من الأسرى ببدر فناسب تقديم إنفاق المال في سبيل الله تعالى. وآية براءة: تقدمها ذكر افتخارهم بعمارة المسجد الحرام على المجاهدين فناسب تقديم الجهاد في سبيل الله على ذكر الأموال، وأنه أهم. والله أعلم. اهـ.
.قال مجد الدين الفيروزابادي: المتشابهات:قوله: {وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى} وقوله: {وَمَن يُشَاقِقِ} وقوله: {وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله} قد سبق.قوله: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} ثمّ قال بعد آية: {كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} أَجاب عن هذا بعضُ أَهل النظر وقال: ذكر في الآية الأُولى عقوبته إِيّاهم عند الموت؛ كما فعله بآل فرعون ومَن قبلهم من الكفَّار، وذكر في الثانية ما يفعله بهم بعد موتهم.قال الخطيب: الجواب عندى: أَنَّ الأَوَّل إِخبار عن عذاب لم يمكِّن الله أَحدًا من فعله، وهو ضرب الملائكة وجوهَهم وأَدبارهم عند نزع أَرواحهم، والثانى إِخبار عن عذاب مكَّن النَّاس من فعل مثلِه، وهو الإِهلاك والإِغراق.قال تاج القراء: وله وجهان آخران محتملان:أَحدهما: كدأب آل فرعون فيما فعلوا، والثانى: كدأب فرعون فيما فُعِل بهم.فهم فاعلون في الأَوّل، ومفعولون في الثَّانى.والوجه الآخر: أَنَّ المراد بالأَوّل كفرهم بالله، وبالثَّانى تكذيبهم بالأَنبياءِ؛ لأَنَّ تقدير الآية: كذَّبوا الرّسل بردّهم آيات الله.وله وجه آخر.وهو أَن يجعل الضَّمير في {كَفَرُواْ} لكفَّار قريش على تقدير: كفروا بآيات ربّهم كدأْب آل فرعون والذين من قبلهم، وكذلك الثانى: كذَّبوا بآيات ربهم كدأْب آل فرعون.قوله: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} هنا بتقديم أَموالهم وأَنفسهم وفى براءَة بتقديم {فِي سَبِيْلِ اللهِ} لأَنَّ في هذه السّورة تقدّم ذكرُ المال والفداءِ والغنيمة في قوله: {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا} و{لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ} أَى من الفداءِ، {فَكُلُواْ مِمَّا غَنِمْتُمْ} فقدّم ذكر المال، وفى براءَة تقدّم ذكر الجهاد، وهو قوله: {وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ} وقوله: {كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ} فقدّم ذكر الجهاد، وذكر هذه الآى في هذه السّورة ثلاث مرّات.فأَورد في الأُولى {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ في سَبِيلِ اللهِ} وحذف من الثانية {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} اكتفاءً بما في الأَولى، وحَذف من الثالثة {بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ} وزاد {فِي سَبِيْلِ اللهِ} اكتفاءً بما في الآيتين. اهـ..قال الكرماني: سورة الأنفال:162- قوله: {وما جعله الله إلا بشرى} 10 وقوله: {ومن يشاقق الله} 13 وقوله: {ويكون الدين كله لله} 39 وقد سبق.163- قوله: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كفروا بآيات الله} 52 ثم قال بعد آية: {كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم} 54 قال الخطيب قد أجاب فيها بعض أهل النظر بأن قال ذكر في الآية الأولى عقوبته إياهم عند الموت كما فعله بآل فرعون ومن قبلهم من الكفار وذكر في الثانية ما يفعل بهم بعد الموت كما فعله بآل فرعون ومن قبلهم فلم يكن تكرارا.قال الخطيب والجواب عندي أن الأول إخبار عن عذاب لم يمكن الله أحدا من فعله وهو ضرب الملائكة وجوههم وأدبارهم عند نزع أرواحهم والثاني إخبار عن عذاب مكن الناس من فعل مثله وهو الإهلاك والإغراق.قلت وله وجهان آخران محتملان أحدهما كدأب آل فرعون فيما فعلوا والثاني كدأب آل فرعون فيما فعل بهم فهم فاعلون على الأول ومفعولون في الثاني.والوجه الآخر أن المراد بالأول كفرهم بالله وبالثاني تكذيبهم بالأنبياء لأن تقدير الآية كذبوا الرسل بردهم آيات الله.وله وجه آخر وهو أن يجعل الضمير في كفروا لكفار قريش على تقدير كفروا بآيات الله كدأب آل فرعون وكذلك الثاني كذبوا بآيات ربهم كدأب آل فرعون.164- قوله: {الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله} 72 في هذه السورة بتقديم أموالهم وأنفسهم وفي براءة بتقديم {في سبيل الله} 20 لأن في هذه السورة تقدم ذكر المال والفداء والغنيمة في قوله: {تريدون عرض الدنيا} 67 {لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم} 68 أي من الفداء {فكلوا مما غنمتم} 69 فقدم ذكر المال وفي براءة تقدم ذكر الجهاد وهو قوله: {ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم} 16 وقوله: {كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله} 19 فقدم ذكر الجهاد في هذه الآي في هذه السورة ثلاث مرات فأورد في الأولى بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وحذف من الثانية بأموالهم وأنفسهم اكتفاء بما في الأولى وحذف من الثالثة بأموالهم وأنفسهم وزاد حذف في سبيل الله اكتفاء بما في الآيتين قبلها. اهـ..من مجازات القرآن في السورة الكريمة: قال ابن المثنى:بسم اللّه الرّحمن الرّحيم:سورة الأنفال (8):{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ} (1) ومجازها الغنائم التي نفلها اللّه النبي صلى اللّه عليه وأصحابه، واحدها نقل، متحرك بالفتحة، قال لبيد:{وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (2) أي خافت وفزعت، وقال معن بن أوس: {كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ} (5) مجازها مجاز القسم، كقولك: والذي أخرجك ربك لأن ما في موضع الذي وفى آية أخرى: {وَالسَّماءِ وَما بَناها} (91/ 5) أي والّذى بناها، وقال: أي وإنّ الذي أهلكت مال. وفى آية أخرى {إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ} (20/ 69): إنّ الذي فعلوه كيد ساحر فلذلك رفعوه.{غَيْرَ ذاتِ الشَّوْكَةِ} (7) مجاز الشوكة: الحدّ، يقال: ما أشدّ شوكة بنى فلان أي حدّهم.{بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ} (9) مجازه: مجاز فاعلين، من أردفوا أي جاءوا بعد قوم قبلهم وبعضهم يقول: ردفنى أي جاء بعدي وهما لغتان، ومن قرأها بفتح الدال وضعها في موضع مفعولين من أردفهم اللّه من بعد من قبلهم وقدامهم.{النُّعاسَ أَمَنَةً مِنْهُ} (11) وهى مصدر بمنزلة أمنت أمنة وأمانا وأمنا، كلهن سواء.{رِجْزَ الشَّيْطانِ} (11) أي لطخ الشيطان، وما يدعو إليه من الكفر.{وَيُثَبِّتَ بِهِ الْأَقْدامَ} (11) مجازه: يفرغ عليهم الصبر وينزله عليهم فيثبتون لعدوهم.{فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ} (12) مجازه: على الأعناق، يقال: ضربته فوق الرأس وضربته على الرأس.{وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ} (12) وهى أطراف الأصابع واحدتها بنانة، قال عباس بن مرداس: يعنى أبا ضبّ رجلا من هذيل قتل هريم بن مرداس وهو نائم وكان جاورهم بالربيع.{شاقُّوا اللَّهَ} (13) مجازه: خانوا اللّه وجانبوا أمره ودينه وطاعته.{مَنْ يُشاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقابِ} (13) والعرب إذا جازت بمن يفعل كذا فإنهم يجعلون خبر الجزاء لمن وبعضهم يترك الخبر الذي يجاز به لمن ويخبر عما بعده فيجعل الجزاء له كقول شدّاد بن معاوية العبسىّ وهو أبو عنترة: لا أدعها تجيء وتذهب تعار. ترك الخبر عن نفسه وجعل الخبر لفرسه، والعرب أيضا إذا خبّروا عن اثنين أظهروا الخبر عن أحدهما وكفّوا عن خبر الآخر ولم يقولوا: ومن يحارب الصلت وزيدا فإن الصلت وزيدا شجاعان، كما فعل ذلك قائل: ولم يقل لا نرود ولا نعار فيدخل نفسه معها في الخبر، وكذلك قول الأعشى: قال أبو عبيدة: كان المحلق اهدى إليه طلبا لمديحه وكانت العرب تحب المدح فقال لناقته يخاطبها: ترك الخبر عن امرئ وأخبر عن الناقة فخاطبها. وفى آية أخرى:{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (8/ 49).{وَما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ رَمى} (17) مجازه: ما ظفرت ولا أصبت ولكن اللّه أيّدك وأظفرك وأصاب بك ونصرك ويقال: رمى اللّه لك، أي نصرك اللّه وصنع لك.{إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جاءَكُمُ الْفَتْحُ} (19) مجازه: إن تستنصروا فقد جاءكم النصر.{فِئَتُكُمْ شَيْئًا} (19) مجازها: جماعتكم، قال العجّاج: {وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} (20) مجازه: ولا تدبروا عنه ولا تعرضوا عنه فتدعوا أمره.{اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ} (24) مجازه: أجيبوا اللّه ويقال استجبت له واستجبته، وقال كعب بن سعد الغنوىّ: {إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ} (24) مجازه: للذى يهديكم ويصلحكم وينجيكم من الكفر والعذاب.{فَأَمْطِرْ عَلَيْنا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ} (32) مجازه أن كل شيء من العذاب فهو أمطرت بالألف وإن كان من الرحمة فهو مطرت.{مُكاءً وَتَصْدِيَةً} (35) المكاء الصفير قال رجل يعنى امرأته: {وَتَصْدِيَةً} أي تصفيق بالأكف، قال: تصدية بالكف أي تصفيق، التصفيق والتصفيح والتصدية شيء واحد.
|